غزة- وكالة نور نيوز ANN:ـ
لجأ معالج فلسطيني في قطاع غزة المحاصر إلى استخدام الرقص كعلاج لمساعدة الأطفال على التخلص من الخوف ومقاومة التوتر.
ونال المدرب أحمد الغريز شهادة في دراسات ما
بعد الصدمة، وأمضى سبع سنوات في أوروبا، حيث كان يقدم هو وبعض أصدقائه عروض الرقص
التي يقول إنها تدافع عن القضية الفلسطينية، ولا سيما قضية غزة.
ويؤدي الأطفال، في مخيم النصيرات للاجئين، وسط
قطاع غزة، حركات رقص كان بعض السكان يعتبرونها غير لائقة وغير أخلاقية، لكنهم
أصبحوا يرون فيها الآن وسيلة تساعد على التخلص من توتر سنوات الحرب والصدمات.
وهذه الحركات التي يطلق عليها "توب روك"
و"داون روك" هي جزء من برنامج الغريز التدريبي، والذي قوبل في البداية
برفض سكان المخيم، لكنه نجح في إقناعهم بأن الرقص يلعب دورا في إخراج بعض المشاكل
اليومية التي يعاني منها أطفالهم ويساعدهم على التصدي لها.
وقال الغريز لوكالة رويترز "بعض الأطفال
بييجوني بيقولوا إنهم تعبانين. بتلاقيهم زي الذبلانين، وهادا معناه أنه ما عندهم
راحة كفاية أو ما بيناموا نوم عميق. في أطفال لقيتهم بيجرحوا حالهم (يتسببون في
إصابات لأنفسهم) وفي أطفال انطوائيين بينسحبوا من النشاطات الاجتماعية".
وأضاف "هيك رياضة وهيك حركات بتعمل نوع من الاستقرار النفسي". ويستخدم الرقص في أنحاء العالم كممارسة علاجية جنبا إلى جنب مع الاستشارات التقليدية وجهود إعادة التأهيل الأخرى التي تهدف إلى تخفيف القلق والاكتئاب والغضب وضغوط ما بعد الصدمة.
معاناة أطفال غزة
وقالت جنى الشافعي البالغة من العمر 11 عاما "بنخاف
وبنظل في الدار وبنخاف من الأصوات اللي بتطلع من الزنانات (الطائرات المسيرة) والحروب".
وأضافت لرويترز "إحنا نفسيتنا تغيرت مع
البريك دانس، وإحنا بنكيف لما بنيجي هنا وبنلعب مع صديقاتنا وبنغير نفسيتنا".
وأصبحت رقصة البريك دانس، التي يُعتقد عموما
أنها ظهرت بين الراقصين السود واللاتينيين في نيويورك في السبعينيات، ظاهرة عالمية
مع ظهور ثقافة الهيب هوب. وسيتم إدراج أسلوب الرقص الذي يتضمن حركات بهلوانية لأول
مرة كرياضة في أولمبياد 2024 في باريس.
في عام 2022، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة
(يونيسف) إن ما يقرب من 500 ألف طفل في غزة بحاجة إلى رعاية نفسية. ويشكل الأطفال
نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. كما قال تقرير حقوقي في يوليو/ تموز
2021 إن 91% من أطفال غزة يعانون صدمات نفسية بعد أكثر من شهر على عملية "حارس
الأسوار" الإسرائيلية.
وذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير له أن 9 من بين كل 10 أطفال في قطاع غزة يعانون أحد أشكال الصدمة المتصلة بالنزاع بعد نحو شهر على انتهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع.
الرقص وكبار السن
جدير بالذكر أن فوائد الرقص لا تقتصر على
الأطفال، حيث يساعد يساعد كبار السن على تعزيز حاسة التوازن والتي بدورها تقي من
خطر السقوط والتعرض للحوادث.
كما يساعد الرقص في تحسين الانتباه والمرونة
الذهنية وأداء الذاكرة، وتقليل فرص الإصابة بالخرف، وذلك عند الاشتراك في دورة رقص
لمدة 6 أشهر.
كذلك يحسن الرقص الحالة المزاجية؛ لأنه يساعد
على إفراز هرمونات الدوبامين والإندورفين المسؤولة عن السعادة.
وأظهرت دراسة نشرت عام 2016 أن تعلم وحفظ حركات
الرقص وكذلك النقر بالأصابع مع إيقاع موسيقي يعمل على تعزيز النشاط العصبي
والتواصل الوظيفي بين مناطق الدماغ.