معظم الآباء والأمهات يسعون جاهدين لتقوية شخصية أطفالهم، بداية من وصولهم سن النضج، وهي الفترة التي يستعدون فيها لمرحلة انتقالية كبيرة؛ حيث يقفون على أعتاب المراهقة، ورغم أنهم ما زالوا أطفالاً؛ فإنهم يصبحون أكثر استقلالية وقدرة على التعامل مع مسؤوليات معينة، لهذا كانت أهمية التعرف إلى ملامحهم الشخصية في هذا العمر من 9-12 عاماً أولاً، ثم البحث عن خير السبل لتقوية شخصيتهم. اللقاء وأستاذة طب النفس الدكتورة سلوى الرافعي؛ للشرح والتوضيح.
1- شخصية الطفل/ة في عمر 9 سنوات
يكون أكثر قدرة على التعامل مع أي نزاع
إنه وقت مناسب لبدء الحديث مع طفلك عن سن
البلوغ، والتحدث بصراحة عن التغييرات التي يمكن أن يتوقعها.
يكون الأطفال أكثر قدرة على التعامل مع أي
نزاع، واستقلالهم المتزايد يؤدي بهم إلى البحث عن علاقات اجتماعية مستقلة عن
عائلاتهم.
سيكون لديهم رغبة قوية في الانتماء إلى مجموعة
-شلة أصدقاء- وإنشاء مكانة لهم في النظام الاجتماعي للمدرسة.
في هذا العمر يصبح الكثيرون من الأطفال عرضة
لضغط الأقران؛ لأنهم يريدون إثارة إعجاب مجموعة أقرانهم.
في التاسعة، يكون الأطفال قادرين على تولي
مجموعة من الأعمال والمسؤوليات، وسيرغبون في المشاركة في قرارات الأسرة.
يمكن للأطفال -تسعة أعوام- أن يكونوا نماذج
للتناقض، في حين أن معظمهم سيرغبون في توسيع دوائرهم الاجتماعية.
والجميل أنهم سيظلون يلتمسون اللجوء إلى
العائلة إذا شعروا بعدم الأمان؛ فالأطفال يسعون إلى الطمأنينة العاطفية من
والديهم.
قد يكون الأطفال البالغون من العمر تسع سنوات
متقلبي المزاج، ينزعجون في دقيقة واحدة، ثم ينسون ما فعلوه في اليوم التالي.
تعرَّفي إلى المزيد: في اليوم العالمي للطفل..
علمي طفلك فن الكلام
2- الطفل/ة من 9 -12 عاماً
ناقشي أمر البلوغ مع طفلك
يبدأ الأطفال في التاسعة من العمر في مواجهة
العديد من التحديات الجسدية والعاطفية مع اقترابهم من سن المراهقة.
وبداية من العاشرة يبدأ الأطفال في الحصول على
تحكم أقوى وأكثر سلاسة في العضلات؛ ما يسمح لهم بتوسيع حدودهم البدنية
واهتماماتهم.
سيصبحون أكثر استقلالية وخصوصية في الطرق التي
يديرون بها نظافتهم الشخصية والعناية بأنفسهم.
يدخل الفتيات عادة في سن البلوغ بين 8 أو 9 سنوات؛ من المرجح أن
يدخل الأولاد سن البلوغ بعد ذلك بقليل، حوالي 10 أو 11 عاماً.
من المهم مناقشة هذا الأمر مع الطفل، خاصةً إذا
كانت التغييرات أو عدم وجود تغييرات تسبب الضيق.
تعرَّفي إلى المزيد: القراءة قبل النوم.. تحفز
مهارات الطفل وتنميها
3- صفات الأطفال في هذا العمر
تقل المشاحنات ويظهر فرط الحساسية عند التعامل
يصبحون أكثر استقلالية عن الأسرة، ويبدؤون في
فهم أكثر لوجهة نظر الآخرين.
تقل المشاحنات بينهم، و تظهر فرط الحساسية عند
التعامل معهم، وتزداد تدريجياً؛ لتصبح أشبه بالتحدي في عمر الـ12 سنة.
يبدأ الطفل بداية من 9 –11 سنة في الاعتراض
وإثبات الذات، والاعتقاد بأنه يفكر بشكل أفضل من الكبار.
وفي مرحلة 12 عاماً يصبح الطفل مشروع راشد،
يبدأ في اكتساب نضج الشخصية والنضج المعرفي، وهي مرحلة تفكير أكثر.
تعرَّفي إلى المزيد: إرشادات لكسب الحوار مع
المراهق.. لصفك
4- نصائح لتقوية شخصية الطفل/ة
تعزيز الشخصية ودفع الطفل على الاهتمام بمظهره
تقوية شخصية الطفل تحتاج إلى العمل على تأسيسها
منذ الصغر، عن طريق منح الطفل حق إبداء الرأي، ومعاملته بالشكل المحترم أمام
الآخرين، ومنحه الشعور بأنه متساوٍ مع باقي أفراد الأسرة.
يُنصح بضرورة شرح الهدف من الذهاب إلى المدرسة
للأطفال، من خلال شرح بسيط حول أهمية المدرسة والتعليم، مع توضيح الأحداث التي
سيمر بها في المدرسة، خصوصاً كيفية التعامل مع المدرسين والزملاء.
يجب تعزيز شخصية الطفل وتدريبه بصفة مستمرة على
الاهتمام بمظهره الخارجي الأنيق والمرتب لدعم ثقته بنفسه وتقوية شخصيته بالطرق غير
المباشرة.
لا غنى عن دعم الحالة الصحية والعقلية للطفل في
المدرسة، من خلال إعداد الوجبات الغذائية الصحية اليومية والمشروبات المغذية
للحفاظ على سلامة صحته على الدوام.
تعزيز الفكر الإيجابي للطفل؛ لحثه على التعلم
والاستفادة وتقوية الشخصية، وهذا الأمر لا يرتبط بإلقاء النصائح الشفوية من
الوالدين، لكن بإشغال الطفل بما هو مفيد، كقراءة الكتب والقصص الداعمة لتقوية
شخصيته وفكره.
5- التشجيع الإيجابي للطفل
العقاب الشديد يضعف شخصية الطفل ويجعله
عدوانياً
لا بُدَّ من حث الطفل على التقرب من زملائه في المدرسة
وحل المشكلات الناشئة بينهم، عن طريق معالجة الأمور بحكمة دون استخدام الألفاظ
السيئة أو التوبيخ؛ لمنحه الراحة النفسية في أثناء تعامله مع أصدقائه.
حرص الوالدين على مشاركة الأطفال في الأنشطة
المدرسية عامل محوري في تقوية شخصيتهم؛ فالعمل الجماعي أساس لبناء شخصيتهم
المستقبلية، وطريق لتأسيس أسلوب سليم لمواجهة الأزمات والتحديات والعلاقات
الاجتماعية مدى الحياة.
اللجوء إلى العقاب الشديد سواء داخل أو خارج
المنزل لمعاقبة الطفل على أخطائه، بمنزلة الإهانة الكبيرة التي قد تضعف شخصيته
وتكسبه سلوكيات عدوانية، وتنعكس خلال التعامل مع أصدقائه والمحيطين بصفة عامة.
لا بُدَّ من تعزيز معاني الحب والاحترام للطفل
بالأفعال السوية من قِبل الوالدين؛ كونهم بمنزلة القدوة الحسنة لهم، ما يكسب
الأطفال مساحة للود والتسامح وتبادل المشاعر الإيجابية بين أصدقائهم في المدرسة،
وأفراد عائلتهم دون استثناء.
سيظل الوالدان هما مرآة شخصية الطفل؛ فكلما
تعامل الوالدان بحكمة واحترام واتزان؛ زادت ثقة الطفل بنفسه، والأهم إبعاده عن
مشكلاتهما الشخصية.
صارت سلوكياتهما مفاتيح لشخصية الطفل تجاه
الأسس والقيم الإيجابية، المعززة لصحته النفسية وقدرته على بناء شخصيته القوية،
بين أصدقائه في المدرسة ومدى الحياة.