المعتاد أن يواجه الأطفال الكثير من المشكلات:
دراسية كانت أو اجتماعية أو حتى مشكلات حياتية، مثل أنه أضاع كراسة واجباته، أو لا
يستطيع تكوين صداقة مع أحد الزملاء، أو أنه دائماً ما ينسى حقيبة طعامه.
ويحدث أن تقوم الأم ببعض هذه الواجبات وحل
المشكلات بدلاً من الابن، ومن هنا ينشأ الخوف من أن يصبح الابن شخصاً اتكالياً، لا
يستطيع فعل أي شيء وحده؛ ولهذا كان دور الأم كبيراً في وضع القواعد لتعليم طفلها
مهارة حل المشكلات. اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة فاطمة السيد ممدوح الأستاذة
بكلية التربية؛ للشرح والتوضيح.
1- توقفي عن حل مشكلات طفلك وحدَك
توقفي عن حل مشكلات طفلك وحدَك
بيَّنت معظم الدراسات العلمية المعنية بسلوك
الأطفال، أن تمتع الطفل بمهارة حل المشكلات يُعتبر عاملاً أساسياً للتمتع بصحة
عقلية ونفسية سليمة.
لهذا على الأم أن تتوقف عن القيام بحل مشكلات
طفلها بهدف أن تريح دماغها من بكائه أو خوفه، وربما حتى يسلم من عقاب معلميه.
2- اطلبي من طفلك تنظيم غرفته
وكل ما يرتبط به؛ كتبه وأدواته وأغراضه الخاصة،
واستبعاد فكرة أنه من الأسهل عليك القيام بذلك، بدلاً من أن تبذلي الوقت والجهد في
التعليم.
وتوقفي عن غسل أسنان الطفل -هناك الأم التي
تفعل ذلك- لضمان تنظيفها جيداً، ومرات تقنع نفسها بأنها تنهي المهمة بصورة أسرع.
أو أن تقوم بربط حذاء الطفل، أو بحل بعض
الواجبات المدرسية التي لا يستطيع الطفل القيام بها بمفرده.
3- عزِّزي قيام طفلك بتجارب أخرى
حاولي ببعض الطرق التقليدية التي قد تنجح مع
الطفل، وقد تؤتي بالثمار المرجوة منها، بأن تخبريه وتشجعيه؛ بأنه يستطيع القيام
بتجربة جديدة أو بفعل ما، كان يظن أنه غير قادر على القيام به، أو أن تجبريه على
أن يجرب مرة أخرى.
4- قومي بشرح المشكلة للطفل
عندما ترين أن الطفل غير قادر على حل أو أداء
مشكلة ما، عليكِ أن تتوقفي وتصفي الموقف له، وتساعديه في تحديد المشكلة التي
تواجهه، ونوع المعوق الذي يمنعه من أداء الشيء الذي يريده.
في مشكلة أزرار الثياب -مثلاً- على الأم أن
تخبر طفلها عن الشيء الخطأ الذي يمنعه من غلق الزر، ووصف الطريقة الصحيحة لعمل
ذلك.
كذلك صعوبة الارتباط بصديق أو نسيان حقيبته
بالمدرسة. واجب الأم هنا، شرح فوائد الصداقة، ومتعة الارتباط بصديق يلعب ويحكي معه
عن أحلامه وخيالاته.
5- البحث عن إيجاد الحلول معاً
هذه هي الخطوة الأهم؛ أن تجلسي مع طفلك وتتحدثا
معاً؛ حتى يتمكن من التفكير في أكثر من طريقة لحل مشكلته..
واختيار الحل الأنسب من بينها، وذلك لتعليمه
الطريقة الصحيحة، ثم اطلبي منه أن يؤدي ذلك أمامك وحتماً ستنجح هذه الطريقة.
تعرَّفي إلى المزيد: 9 خطوات ليصبح طفلك
اجتماعياً
6- تنمية مهارات حل المشكلات
اطلبي من طفلك التوقف عن المحاولات الفاشلة
إذا كان الطفل يعاني من عدم القدرة على القيام
بمهمة ما، تلائم عمره ونموه العقل والبدني؛ فالحل هو تعليمه أن يتوقف عن المحاولات
التي تولِّد لديه المزيد من الإحباط..
وأن تمتلك الأم القوة لتشجيع طفلها وإقناعه
بمحاولة التفكير في إيجاد حلول عملية للتغلب على مشكلته، بالمثابرة والمبادرة؛
بوصفها محاولة لتنمية شخصيته.
7- ساعدي طفلك على تحديد المشكلة
من المهم جداً مساعدة طفلك على تبسيط المشكلة،
تقسيمها إلى أجزاء، تحديد المشكلة التي تواجهه لتسهيل الوصول لحل مناسب لها، من
خلال التحدث عنها بعبارات؛ مثل: «ليس لديك أصدقاء تلعب معهم خلال الاستراحة في
المدرسة»، أو «أنت غير قادر على حل واجباتك وحدك»، أو «احفظ جدول الضرب» هذه
العبارات ستساعد طفلك على التعرف إلى المشكلة، التي عليه حلها، ومعرفة المشكلة
أولى طرق الوصول للحل.
8- شاركي طفلك إيجاد حلول ممكنة
اطلبي من طفلك تدوين هذا الحل
اجلسي مع طفلك، وعلِّميه كيف يذكر كل منكم حلاً
محتملاً لحل مشكلته، ثم اطلبي من طفلك تدوين هذا الحل، وإذا كان لا يستطيع الكتابة
بعد، اكتبي أنت الحل.
هذا الحوار يقوي خيال طفلك ويدربه على الابتكار
والتفكير خارج الصندوق. بعد كتابة الحلول، اطلبي من طفلك ذكر إيجابيات وسلبيات كل
حل من الحلول المحتملة.
تعرَّفي إلى المزيد: كيف أُعلم طفلي الإملاء؟
9- امنحي طفلك الفرصة ليحل مشكلاته
امنحي طفلك الثقة اللازمة ليتشجع على اختيار
الحل الأنسب من مجموعة الحلول المحتملة، ثم اطلبي منه تجربة هذا الحل لاكتشاف ما
إذا كان بالفعل هو الحل المناسب.
الطريق لتعليم الطفل مهارة حل المشكلات مليء
بالتجارب، والمحاولة والخطأ، ولكنه في نهاية الأمر سيؤدي إلى تمكن الطفل من حل
مشكلاته بشكل مستقل.
من المهم جداً ألا تقومي بحل المشكلة بالنيابة
عن طفلك، ومنحه المساحة الكافية ليقوم بحل مشكلاته بمفرده، مع منحه التوجيه والنصح
إذا وجب الأمر.
وعززي ثقة طفلك بنفسه؛ ليتمكن من إيجاد الحلول بشكل
مستقل، وحتى يصبح متمكناً يحمل مهارة حل مشكلات قد تواجهه، مع مرور الوقت.
نتائج قيام الأم بمهام الطفل
لا تغرسي داخل طفلتك الشخصية الاتكالية
المواقف تتكرر أمام الأم بشكل يومي، ومعها
الصراع نفسه؛ ما بين أن تقوم هي بإنجاز مهام طفلها سريعاً بدلاً منه، أو أن تستغل
الفرصة لتعليمه وتدريبه على مهارة حل المشكلات.
وعندما تقوم الأم بهذه المهام والأشياء البسيطة
الصغيرة بدلاً من طفلها؛ فإنها بذلك -كما تعتقد- تتخلص من بكاء الطفل والأنين
المتواصل الذي يطلقه.
ولكنها تغفل أنها بذلك تغرس بداخل طفلها دعائم
وتفاصيل الشخصية الاتكالية، وقدرات الطفل البسيطة التي كان يقوم بها يبدأ التراجع
عن عملها.