القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ يجب أن تُبنى العلاقة الزوجية على السعادة والاحترام المتبادل والحب، لكي تتحقق السعادة فيها، وإن انعدمت أو غابت إحدى هذه الأسس فإن المشاكل والخلافات والنزاعات تتسلل إليها، مما يخلق الفتور والبُعد والكراهية عند أحد الطرفين، وتلك الأخيرة تُترجم على شكل أفعال وتصرفات أو حتى كلمات. والحقيقة أنه لا تخلو أي علاقة زوجية من المشاكل والاضطرابات، خاصةً مع طول فترة الزواج، الذي قد يتسرب إليه الملل والروتين، ما يؤثر في مشاعر الزوجين أو أحدهما، وقد يؤدي إلى تفكك الزواج، سواء بالإهمال أو البعد أو الهجر أو الطلاق في النهاية، حتى مع وجود أطفال. وتتعدد الأسباب في هجر الزوج لزوجته بلا سبب:
1- الإهمال والتراكمات
يتفق أغلب الخبراء والمتخصصين على أن الابتعاد والهجر لا يكون نتيجة لحادثة مفاجئة، بل يكون نتيجة تراكمات لمدة طويلة، تماماً كما لو أخذنا طبقاً صلباً متيناً وأخذنا برميه عدة مرات على الحائط.. ماذا سيحدث؟ ستتكون شروخ بالطبق جراء الصدمات المتتالية مهما بلغت متانته. الأكيد أن الزوجين لا يتعمدان إحداث شروخ في علاقتهما لكنهما في نفس الوقت لا ينتبهان لهذه الشروخ إلا بعد تكسر الطبق بشكلٍ كامل. بشكلٍ أوضح، وصول العلاقة الزوجية لبابٍ مسدود. فلا يظل أمامهما حلٌ سوى الهجر.
2- اهتمام بالأطفال فقط
إذا غلب اهتمامكِ بأطفالك على زوجكِ، ووجدتِ صعوبة في قضاء وقت للتواصل أو الرومانسية مع زوجكِ، سيؤثر ذلك بالطبع في علاقتكِ به، ضعي في اعتبارك أن الزواج المتمركز حول الأطفال فقط ليس زواجاً على الإطلاق.
3- فارق السن
لفارق السن أهمية كبيرة في الزواج. هذا العامل الذي لا يبدو لأغلب الزواج أنه لا يُشكِّل أي مشكلة في بداية الارتباط، لكن يُمكن أن يكون له ثقله الكبير فيما بعد. الاختلاف لا يكون دائماً في التفاهم، بل يتعداه ليجد الزوجان أنفسهما مختلفين من الناحية النفسية والبيولوجية. فمثلاً عند ارتباط فتاة عشرينية برجل أربعيني، قد يكون هناك اتفاق في البداية، لكن عندما تمر السنوات يظهر الفارق بشكلٍ جلي كأن يكون الزوج بحاجة للراحة في كبره، في حين تريد الزوجة الاستمرار بممارسة أنشطتها الاجتماعية. غالباً لا يُلبي هذا الفارق حاجة الأكبر سناً.
4- تضييق الخناق على الزوج
محاصرة الزوج وعدم ترك مساحة شخصية له، وملاحقته دائماً بالسؤال والاستفسار عن مكالماته وخروجه مع أصدقائه وزملائه في العمل.. كل هذا يشعره بأنه محاصر، ما يدفعه لهجرانكِ والبعد عنكِ. هذا بالإضافة للوم والعتاب والتذمر والنقد والغضب.
5- تسريب الملل في الحياة الزوجية
العيش لمدة 24 ساعة طيلة 7 أيام في الأسبوع مع نفس الشخص يُشعر بالتأكيد بالملل.. فماذا لو كان الروتين هو نفسه كل يوم؟ عليكِ سيدتي بذل المزيد من الجهد لتغيير هذا الواقع. فعملك في البيت أو في الخارج وعمل زوجك في الخارج وتربية الأطفال ليسوا كافين للحفاظ على الحياة الزوجية. قومي دائماً بابتكار ما يضفي على حياتكما بعض التغيير والحيوية حتى لا يشعر كل طرف بالملل من حياته مع الآخر ويبدأ في اختلاق المشاكل.
6- المشاكل المادية
هناك علاقة وطيدة بين المشاكل المادية والمشاكل في العلاقة الزوجية عموماً، تظهر هذه المشكلة جلياً عندما يكون أحد الطرفين مقتصداً ومدخراً، في حين يكون الطرف الآخر مبذراً وغير مدرك بالمشاكل المادية التي تعانيها الأسرة. على الزوجة وضع خطة مالية واضحة مع الزوج للحاضر والمستقبل حتى يتمكن كلٌ منهما من إدخار ما يحتاجانه من مصاريف لتعليم الأبناء وتطوير بدون تضييق الخناق في الحاضر.
7- انقطاع لغة التواصل
لغة التواصل من أهم أساسيات العلاقة وغيابها يؤدي إلى إنقطاع المودة بين الطرفين وهذا يولد الجفاء والعديد من المشاكل داخل الزواج التي يُمكن أن تتصاعد بسرعة. وفي معظم الأحيان إن عادت لغة التواصل بين الطرفين، فلا تعود إلى المستوى الذي يحافظ على العلاقة.