القدس المحتلةـ وكالات:ـ
تلعب المرأة دوراً محورياً في نمو الطفل وتطوره العقلي والجسدي، ولا يتعلق الأمر هنا بالأم فقط؛ فوجود امرأة في الأسرة سواء كانت جدة أو عمة أو خالة يشكل دوراً أساسياً في تعزيز نمو الطفل. ولا تلعب الأمهات دوراً في حياة الأطفال فحسب، بل يلعبن أيضاً أدواراً حيوية في الحياة الأسرية اليومية، ومن المعروف أن النساء يتحملن المسؤولية في الأعمال اليومية وغالباً ما يكن مسؤولات عن تسوية النزاعات والتخطيط للمناسبات العائلية والحفاظ على الأسرة معاً في الأوقات العصيبة؛ كون الرجال هم المسؤولين عن توفير الموارد المادية مثل الغذاء والمأوى، في حين تكمن مسؤولية المرأة بشكل رئيسي في إدارة هذه الموارد المادية وتوفير الموارد العاطفية والاجتماعية للأسرة.
في السطور التالية، نلقي نظرة أكثر قرباً على أهمية المرأة في حياة الأسرة للحفاظ على صحة الأولاد النفسية بمناسبة يوم المرأة العالمي.
وجود الأم إلى جانب الأولاد يمنحهم صحة نفسية مستقرة
أظهرت الدراسات أن الطفولة المبكرة هي الفترة التي يتعلم فيها الطفل من خلال نموه الكثير من محيطه، وتلعب الأم أدواراً متعددة ومهمة في نمو الطفل، فهي معلمته الدائمة في كل جانب من جوانب حياته الاجتماعية والعاطفية والجسدية والمعرفية، كالاستقلالية.
وتتشكل الشبكات في دماغ الطفل خلال السنوات الخمس الأولى من حياته؛ لذلك الأطفال في هذه المرحلة يتقبلون بشكل خاص الاتصال البشري، وتفاعل الأمهات مع أطفالهن وإشراكهن في الأنشطة التنموية المعرفية والاجتماعية والعاطفية خلال هذه السنوات يساعد في تحديد وتشكيل شخصيتهم في المستقبل.
ومن الناحية الجينية، تتمتع النساء بعقلية حفظ السلام أكثر من الرجال، ويستطعن القيام بالأعمال المنزلية والمسؤوليات الأخرى بشكل منظم دون التشتت، خلافاً للرجال الذين قد يعانون من بعض التشتت عند توليهم أكثر من مهمة في وقت واحد. وغالباً ما تقوم الأمهات بهذه المهمات على نحو جيد، كما يساعدن في تسوية أي خلافات تحدث في أثناء إدارة المنزل يومياً؛ ما يساعد على توفير حياة أسرية هادئة للأطفال، وهو ما يدعم صحتهم النفسية.
غياب الأم عن الأسرة يهدد صحة الأولاد
عندما تغيب الأمهات، تصبح صحة الأطفال الجسدية في تهديد مستمر؛ إذ يساعد وجود الأم داخل الأسرة في تعزيز الصحة العامة لجميع أفرادها من خلال المساهمة بشكل مباشر في تغذيتهم والحرص على توفير أوقات محددة وملائمة للنوم. كما يساعد اختيارها للغذاء الصحي على تعليم الأطفال عادات الغذاء الصحية واختيار الأطعمة المفيدة للجسم والعقل، إضافة إلى تعليمهم طرق غسيل اليدين قبل تناول الأطعمة والحرص على نظافة أواني وأطباق الطعام؛ منعاً لانتقال الأمراض مثل الإسهال والأمراض الأخرى التي تقتل ملايين الأطفال سنوياً بسبب قلة النظافة.
المرأة منوطة بتنشئة الأجيال تنشئة سليمة
يساعد التواصل اليومي بين الأم وأطفالها في المنزل، خصوصاً في سنوات الطفولة والمراهقة، على التنشئة الاجتماعية الإيجابية لهم، وتعليمهم سلوكيات ومعتقدات وقيم مفيدة وفاعلة لهم بشكل خاص وللمجتمع بشكل عام؛ ما يحافظ على الأطفال من الانخراط لاحقاً في السلوكيات أو العادات المحفوفة بالمخاطر التي تؤثر سلباً في نواحي حياتهم المختلفة، وبالتالي على خسارة مستقبلهم، أو حتى خسارة حياتهم!