القدس المحتلة- وكالات :ـ
من أبرز الاعتقادات الخاطئة لدى الأمهات هو أن البيت المكان والملاذ الملائم للطفل، خصوصًا في شهور حياته الأولى، لذلك يمتنعن عن الخروج بأطفالهن الرضع، إلا أن الواقع عكس ذلك، فلهذا الأمر فوائد كثيرة.
أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة نورة عبد الله، توضح فوائد خروج الطفل بشكل يومي من جو المنزل في سن مبكرة.
علاج مغص وغازات البطن
وبحسب "عبد الله" فإن الرضع والمواليد يعانون في الشهور الأولى من حياتهم من مشكلة كبيرة، وهي إصابتهم بالمغص وانتفاخ البطن، ويبدأ المغص بنوبات حادة مع ساعات المساء، وغالباً ما يستمر حتى ساعات الفجر الأولى.
وتوضح أن علاج مغص الرضيع في شهوره الأولى، هي الخروج والتجوال به في محيط البيت، سواء عن طريق حمله والمشي به، أو عن طريق التجوال به بالسيارة، فهو سوف يعود إلى البيت هادئاً، وقد اختفت نوبة المغص منه أو أنه سوف ينام في طريق العودة.
شهية أفضل
وبحسب دراسات علمية فإن الطفل الذي تخرج به أمه يومياً من جو البيت؛ يصبح بشهية أفضل ولديه قدرة على تقبل الطعام الخارجي أكثر من الطفل الرضيع الذي لا يرى العالم الخارجي، إضافة إلى قبوله الطعام الصلب في سن مبكرة، وليس حسب جدول تغذية الرضيع المتعارف عليه.
كما أن الطفل الذي يخرج مع أمه يوميًا، ولو لعدة دقائق، لا يرفض أصنافاً مهمة من الطعام، ويقلد طريقة تناول الكبار من حوله، وكذلك الصغار، فيما لو صحبته أمه إلى مطعم مثلاً.
نوماً هادئاً
وتؤكد "عبد الله" أن الدراسات التي أجريت على الأطفال في سن المهد، وجدت أن الطفل الذي يخرج يوميًا من جو البيت، يحظى بنوم هادئ أكثر من الطفل الذي تخاف عليه الأم من الخروج من البيت.
فالطفل الذي يوضع في كرسي السيارة، سوف لا تجد الأم صعوبة في تنويمه، مقارنة بالطفل الذي لا يخرج بتاتاً من البيت، وغالباً ما يعاني من الملل.
وتعتقد أن الطفل الصغير لا يعرف الملل، ولكن هذه الحقيقة؛ فتغيير روتين حياة الطفل يؤدي لحصوله على نوم هادئ ومتواصل وصحي في وقت مبكر.
لا يخاف من الغرباء
تشكو الكثيرات من الأمهات من مشكلة مهمة تواجههن مع أطفالهن الرضع؛ وهي بكاء الطفل بمجرد دخول أي شخص للبيت، مهما كانت درجة قرابته من العائلة، مثل الجد أو الجدة.
فمشكلة بكاء الأطفال في وجود الغرباء، تستمر مع الأطفال حتى سن الثالثة، وربما أكثر من ذلك، وكلما حاولت الأم تهدئة الطفل لا يتوقف عن البكاء، ولا يعتاد على الوجوه الغريبة، حتى لو تكرر توافدها على البيت
ولذلك فيجب على الأم أن تعود طفلها حديث الولادة، على الخروج من البيت، ولا تتبع العادات المتبعة والتي تمنع خروج المولود، حتى يتم الأربعين يوماً من عمره على سبيل المثال، بحسب أخصائية طب الأطفال.
فالفوائد التي سوف يجنيها الطفل سوف تريح الأم؛ لأن بكاء الطفل في وجود شخص غريب في البيت يحتم عليها حمله طيلة فترة وجود الضيف، وبالتالي تنشغل به عن الترحيب بضيفها.
ويمكن أن يخرج الرضيع بشكل يومي إلى حديقة مجاورة أو للسوبر ماركت أو المول، وليس من الضروري خروجه لزيارة بيت آخر، فالمهم رؤيته الحياة خارج جدران بيته ويعتاد عليها.
نفسية سوية حين يكبر
وأشارت الدراسات إلى أن الطفل الذي يخرج إلى العالم الخارجي في سن مبكرة؛ يحظى ويتمتع بنفسية سوية وقدرة على التعامل مع الآخرين أكثر من الطفل الذي لم يخرج في سن مبكرة من بين جدران البيت.
يكتشف الطفل الصغير العالم الصغير بعينيه، وقد تعتقد الأم أنه لا يفهم ما يدور حوله، ولكنه يبدأ في تكوين ألفة مع المجتمع الخارجي، ويفيده ذلك كثيراً في صقل شخصيته وبصورة كبيرة ودون أي متاعب أو مشاكل نفسية.
وقد وجد أن الطفل الذي يخرج يومياً مع أمه ولو لعدة دقائق؛ تقل إصابته بأعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه وبصورة ملحوظة مقارنة بأطفال آخرين، تخاف عليهم أمهاتهم من الخروج بدعوى الخوف عليهم من العدوى مثلاً.