الكاتب والمحلل السياسي غابي أيوب:
· للأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان جذور تاريخية ممتدة أفضت إلى تراكُم سوء الإدارة والفساد
· يُعوّل لبنان على اتفاق مع الدول المانحة للخروج من مأزقه الاقتصادي التاريخي
· عودة العلاقات الإيرانية السعودية سينعكس إيجابًا على لبنان
· هناك 13 نقطة حدودية متنازع عليها بين لبنان و"إسرائيل"
حاوره من لندن/ معتز خليل
تعيش لبنان الكثير من التحديات المتواصلة، وهو ما بات يمثل أزمة ليس فقط للبنان ذاتها ، ولكن للكثير من الدول التي لا تزال تتمنى عوده لبنان أقوى وأفضل دومًا.
وفي لقاء مع غابي أيوب الكاتب والمحلل سياسي اللبناني ومدير ورئيس تحرير موقع المرصد اونلاين كشف بشفافية ومصداقية عن الكثير من القضايا في لبنان، وفيما يلي نص الحوار.
الأزمة الاقتصادية
كيف ترى تطورات الأزمة الاقتصادية في لبنان؟
أنتجت الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان بقوة في عام 2019 كارثة غير معهودة، وصفها البنك الدولي بأنها الأكثر سوءاً في التاريخ الحديث، وبات لبنان اليوم حالة تُدرّس في العالم حول كيفية انهيار الأنظمة الاقتصادية والمالية لدى الدول.
للأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان جذور تاريخية ممتدة، أفضت إلى تراكُم سوء الإدارة والفساد، ورواج التسيّب تحت غطاء سياسي تولت أمره عائلات نافذة تُسيطر على نسبة كبرى من مصارف البلد وقطاعاته الاقتصادية.
يُعوّل لبنان على اتفاق مع الدول المانحة للخروج من مأزقه الاقتصادي التاريخي. غير أن هذه الدول تنصح بيروت بضرورة توفير بيئة ملائمة يقبل بها المجتمع الدولي تكون قاعدة لأي تدخل مالي خارجي لصالح الاقتصاد اللبناني.
يَعتمِد مسار الخروج من الأزمة المالية في لبنان إلى حدٍّ كبير على تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي لصندوق النقد الدولي، بعد اتفاقٍ مبدئي تم التوصل إليه بين الصندوق والحكومة اللبنانية في أبريل 2022.
لا يمكن حلّ المأزق التاريخي الحالي في لبنان إلا من خلال ديناميات داخلية تسمح بالاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، على أن يُعاد بعدها تشكيل السلطة من خلال حكومة جديدة. والمستفيد الوحيد من هذه الازمة هم تجار الدولار في السوق السوداء الذين يتحكمون بسعر الصرف ويحركونه كما يشتهون
هل تعتقد أن عودة العلاقات السعودية الإيرانية يمكن أن ينعكس على استقرار لبنان؟
تأزم العلاقات الإيرانية السعودية في السنوات الماضية، انعكس سلباً على الوضع اللبناني، حيث انقسم اللبنانيون بين محورين، أحدهما مؤيد للسعودية والآخر مؤيد لإيران، بالتالي عودة العلاقات بين الطرفين يريح الوضع اللبناني ويفتح الباب أمام تسوية ليس بالضرورة أن تكون سريعة، لكن على الأقل لم يعد هناك حجة إلى انقسام اللبنانيين بين محورين بشكل عام، وأعتقد أن الأجواء الإيجابية بين الدولتين وحل أزمة اليمن سيدفعان السعودية إلى بذل جهد أكبر لمعالجة الوضع اللبناني وستلاقيها إيران في المنطقة الوسط".
لبنان الذي يظل مشتعلًا دائمًا بالخلافات...لماذا؟
يقدم حزب الله دعمًا واضحًا للنظام السوري، إذ يتمركز آلاف من مقاتلي حزب الله في سوريا لدعم نظام الأسد، وهذا الوضع يؤثر على علاقات لبنان بالدول الأخرى.
عين الحلوة
برأيك لماذا تطورت أزمة مخيم عين الحلوة بهذه الصورة؟
أرخى الحدث الأمني المفاجئ ثقله على أكبر مخيمات لبنان، والذي يعاني أساسًا من الفقر المدقع.. إن توقيت الاشتباك مشبوه وفيه استخدام للساحة اللبنانية لحسابات خارجية بين فتح وتنظيم اسلامي داخل المخيم، وهنا، يوافق الكاتب والمحلل السياسي أيوب على مسألة الشبهة بالتوقيت، مضيفًا إليها عناصر التفجير الدائمة بالمخيم "حيث لا مرجعية سياسية وأمنية واضحة فيه، ناهيك عن الواقع الاجتماعي الكارثي"، مع ارتباط الحدث بسياق التطورات الإقليمية للقضية الفلسطينية وانعكاسها على المخيمات.
الواقع على الحدود
أخيرًا اشتعلت المنطقة الحدودية بين "إسرائيل" ولبنان.. برأيك لماذا هذا التصعيد الآن؟
من مزارع شبعا إلى قرية الغجر، تزداد الأوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية مع "إسرائيل" توترًا، وتشهد المنطقة الحدودية بين لبنان و"إسرائيل" توترات متصاعدة، خلال الأسابيع الأخيرة.. إن "إسرائيل" غير معنية بالتصعيد في الوقت الحالي، لا سيما في ظل ما تواجهه من أزمات داخلية.
إن هناك عملية إشغال لإسرائيل تجري على طول الشريط الحدودي، مرتبط بسعي لبنان للاستفادة من تآكل نظرية الردع لدى الإسرائيلي من أجل استعادة نقاط حدودية محط نزاع.
وبحسب حديثه، هناك 13 نقطة حدودية متنازع عليها، بينها 7 نقاط حولها تأكيد بشرعية لبنان بالسيطرة عليها، أما باقي النقاط "ملتهبة" سياسيًا ودبلوماسيًا ويمكن أن تؤسس لاشتباك من نوع آخر نشاهد بوادره في التحول حول ما يجري اليوم على الحدود.