أخر الاخبار

الحاكم العربي ليس عميلا فقط، بل عدوا لأمته العربية.. د/ كاظم ناصر


تحية إجلال وإكبار لأبطال حماس وفصائل المقاومة ولأهلنا في غزة العزة الذين يخوضون معركة " طوفان الأقصى " بتضحيات جسام وإرادة لا تقهر وصبر منقطع النظير، ويلقنون الصهاينة دروسا لن ينسوها أبدا، وستكون لها استحقاقات سياسية وعسكرية على القضية الفلسطينية ودولة الاحتلال وقادة الأنظمة العربية العميلة لأمريكا وإسرائيل لا يمكن التنبؤ بها.

لكن ما يدمي القلب هو أن حكام الأمة لم يحركوا ساكنا، ولم يفعلوا شيئا لوقف المجازر وجرائم الحرب التي يتعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة على يد الصهاينة الذين يهاجمونهم منذ أسبوع بأحدث أنواع الأسلحة من الجو والبر والبحر، وقتلوا وجرحوا الآلاف، وعزلوا أهل غزة عن العالم، ومنعوا وصول الغذاء والدواء إليهم، وقطعوا عنهم الماء والكهرباء، وأحدثوا دمارا هائلا في المباني والبنية التحتية.

والمضحك المبكي هو ان الحكام " الأشاوس " أجروا العديد من الاتصالات الهاتفية للتشاور فيما بينهم، وهاتفوا بعض زعماء العالم، خاصة " صديقهم " الرئيس الأمريكي الصهيوني جو بايدن ليستجدوهم ويطلبوا منهم أن يتدخلوا لوقف القتال، وأصدرت وزارات الخارجية في دولهم بيانات الاستنكار الخجولة التي لا قيمة لها ولا تعيرها دول العالم اهتماما، وحذرت فيها من تداعيات التصعيد، وحثت " الطرفين على ضبط النفس "، مساوية بذلك بين الجلاد والضحية، ودعت المجتمع الدولي إلى حث دولة الاحتلال على وقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني.

لا غرابة في موقف هؤلاء الحكام الخونة الاستسلامي الجبان؛ فهم وأجدادهم وآباؤهم تحالفوا مع الدول الاستعمارية والحركة الصهيونية وخانوا الأمة وتآمروا عليها منذ الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا؛ وهم الذين بطشوا بالمواطنين، وحرموهم من أبسط حقوقهم، وأفقروهم، ونهبوا ثرواتهم، وأغرقوا أوطانهم بالديون، وشرعوا أبوابها للقواعد والجيوش الأجنبية.

ولهذا فإن موقف أصحاب " الجلالة والسمو والفخامة " المخزي من معركة " طوفان الأقصى " ليس سوى امتدادا لخياناتهم وخيانة أجدادهم وآبائهم لهذه الأمة، فقد ذكرت الأنباء ان طائرات أمريكية نقلت ذخائر وأسلحة من القواعد العسكرية الأمريكية في دولهم لدولة الاحتلال لتستعملها في قتل الفلسطينيين وتدمير غزة، ومنعت بعض دولهم المواطنين من الاقتراب من الحدود التي تربطها بفلسطين المحتلة حماية " لإسرائيل "، ومنعت الشرطة تنظيم المسيرات الجماهيرية أو طوقتها وأبقتها محصورة ومحدودة في عدد من المدن العربية.

لقد اعتدنا نحن العرب على إطلاق لقب " عملاء " على هؤلاء الحكام؛ لكن الحقيقة هي أنهم أخطر من العملاء؛ إنهم أعداء شعوبهم، وأعداء أمتنا لأنهم يتآمرون، ويخططون، وينسقون، ويتعاونون سرا وعلنا مع نتنياهو وقادة دولة الاحتلال وغيرهم من قادة الدول المعادية لنا لضرب المقاومة، وتصفية القضية الفلسطينية، وإشعال الحروب بين أقطارنا العربية لإضعافها وتمزيق نسيجها الاجتماعي وشرذمتها، وتجذير القطرية، وتأجيج الانقسامات الاجتماعية والدينية، وموقفهم المخزي مما يجري في غزة خير دليل على فشلهم وعدائهم لشعوبهم وأمتهم العربية!
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-