تشهد الساحة السياسية العربية سجالات ومناقشات ومفاوضات لوقف اطلاق النار في غزة، وتبادل للرهائن، والكل يدلو بدلوه في هذه المسألة، بكل هدوء وتروي، ودون استعجال، ما زال الوقت أمامهم طويلا، فقد تبقى الكثير من اهل غزة لم يقتلوا بعد، ماذا يعني 43 الف شهيد، و101 جريح ومعاق، و50 ألف تحت الانقاض وركام المنازل، كل هذا مجرد خسائر تكتيكية لم تصل بعد إلى الخسائر الاستراتيجية. من الواضح أننا في قطاع غزة مجرد أرقام، دون أبعاد انسانية.
قدمت عروض في بازار المفاوضات، المعلن فيها وقف اطلاق النار وليس الحرب:
مصر / عرضت هدنة اسبوعين، مقابل اطلاق سراح 4 من الرهائن، مع وقف الحرب 48 ساعة.
قطر/ عرضت هدنة 30 يوما، مقابل 11 اسيرا من الرهائن، دون الاشارة لوقف الحرب.
روسيا/ دخلت على الخط للمطالبة ب2 من الاسرى، دون تحديد معالم صفقتها بعد زيارة ابو مرزوق.
اسرائيل - الموساد/ عرضت هدنة 30 يوما، مقابل من11 الى 14 اسيرا، وبحث انهاء الحرب مستقبلا.
نحن الآن وبعد سنة من الموت والدمار، ندخل في بازار المفاوضات، في هدن انسانية جزئية لصالح الافراج عن الرهائن الاسرائيليين. مقابل عشرات الشهداء يوميا.
ما دامت العملية بازارا ودمنا خسائر تكتيكية، اقولها لكل المتفاوضين، بأن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كله رهائن، وأن حياتنا ودمنا أهم من كل الأسرى في سجون الاحتلال، مع الاحترام والتقدير لنضالهم، الأسير قاوم وناضل وهو يعرف مصيره. فلا يكون الأسرى سببا في زيادة الموت والنكبات على أهل غزة.
منذ بدء بازار المفاوضات ارتقى في قطاع غزة أكثر من 250 شهيدا. عائلة ابو نصر التي كانت في أمان داخل منزلها كانت تعرف أن مصيرها الحياة لا الموت دون سابق انذار، لتجد نفسها 150 فردا تحت الانقاض، حياة هؤلاء وغيرهم من الذين تغيرت ملامحهم في خيام النزوح أهم من كل العالم.
لهذا أقول لكل المفاوضين والوسطاء، باسمي كشاهد على المذبحة، وباسم شهداء عائلة أبو نصر، وباسم 145 الف شهيد وجريح معلنة اسماءهم في قطاع غزة، وباسم 2 مليون نازح في خيام الذل والعار، بأننا نطالب بالافراج عن كل الرهائن الاسرائيليين الأحياء منهم والأموات دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب والموت، وبعد وقف الدم النازف يتم الدخول في مفاوضات لتحديد مستقبل قطاع غزة من خلال مؤتمر دولي.
أوقفوا الحرب .. أوقفوا الموت أولا
غزة: اليوم ال390 للحرب 2024