طالب رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، بتشكيل لجنة عربية تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبالتعاون مع المؤسسات الفلسطينية والدولية، لعقد مؤتمر دولي عاجل لحماية التراث والممتلكات الثقافيين التي تتعرض للإبادة في الحرب الدموية المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها قراقع، اليوم الخميس، ضمن الاحتفالية السنوية ليوم الوثيقة العربية التي تنظمها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، بحضور الأمين العام المساعد حسين الهنداوي، ورئيس الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف فيصل بن عبد العزيز التميمي، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد ولد إعمر، والممثلة عن وزير الثقافة في جمهورية مصر العربية رشدية ربيع، ومساعد رئيس الوزراء لجمهورية مصر العربية أسامة الجوهري، ومسؤولي الأرشيف والوثائق في الدول العربية.
وأشار قراقع في كلمته إلى تدمير الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 207 مواقع ثقافية وتاريخية في قطاع غزة، بالقصف الصاروخي والمدفعي الهمجي، علاوة على إبادة المئات من المعالم الأثرية والثقافية، والمساجد والكنائس والمقامات التاريخية، والمكتبات والمدارس والجامعات والمتاحف والقلاع والأسواق الشعبية، والمراكز التعليمية والثقافية والمنشآت السياحية، والمقابر، ما أدى إلى تدمير الأرشيفات والآثار والمخطوطات والسجلات التي توثق التاريخ الفلسطيني الكنعاني في مدينة غزة، التي بُنيت منذ أكثر من 3000 عام ق.م.
واعتبر قراقع أن ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر هو مخطط منهجي يستهدف الهوية والذاكرة والتاريخ والرواية الفلسطينية لصالح الرواية الإسرائيلية التوراتية الاستعمارية، وهو استمرار لحرب الإبادة على الممتلكات الثقافية الفلسطينية منذ النكبة حتى الآن، مشيراً إلى أن هذه الإبادة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تنتهك القانون الدولي، واتفاقية لاهاي لعام 1954 وملحقاتها، وانتهاك لاتفاقية جينيف لعام 1949، وميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، وتوصيات محكمة العدل الدولية، وقرارات اليونسكو التي تدعو إلى حماية الممتلكات الثقافية خلال النزاع المسلح.
وأكد أهمية التحرك السريع لإنقاذ التراث العربي الفلسطيني في غزة، والتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين وملاحقتهم، بسبب ارتكابهم هذه الجرائم البشعة التي تُعتبر اعتداءً وحشيًا على الثقافة الإنسانية جمعاء.
وخلال الاحتفال، جرى تكريم مي هماش المتخصصة في مجال العمل الأرشيفي والتي رشّحتها المكتبة الوطنية الفلسطينية عن الفئة الثالثة ضمن نخبة الشخصيات التي حققت إسهامات ملموسة في مجال الحفاظ على التراث الوثائقي العربي، إضافة إلى تكريم مدير المركز الوطني للوثائق والمخطوطات في السعودية، ومدير أرشيف المغرب، ومدير إدارة تكنولوجيا المعلومات في مصر، وقامت بالتكريم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وإدارة المعلومات العامة والتوثيق.