أخر الاخبار

مجموعة مقالات للأستاذ الدكتور إبراهيم ابراش


مجرد سؤال.. ابراهيم ابراش

لماذا لا يكون عندنا زعماء وقادة

يدافعون بخطاب ورؤية موحدة عن الشعب وعدالة القضية الوطنية وحق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه، بنفس درجة دفاع قادة الصهاينة أمثال نتنياهو وبن غفير وسموترتش وغالانتس...

الذين لا يفارقون شاشات الفضائيات وكل وسيلة إعلامية يدافعون وبكل لغات العالم وبكل وقاحة وصلف عن الباطل والإرهاب الصهيوني بخطاب موحد حتى وإن كان مضللا ومدجج بالأكاذيب ؟

هل السبب عدم إدراك قادتنا أهمية الإعلام والتواصل اليومي مع الشعب والعالم؟ أم أن الانقسام وغياب الرؤية وما يمكن عمله هو السبب؟ أم لا توجد قيادات وازنة واثقة من نفسها ولها مصداقية وحضور شعبي؟

إيران وإسرائيل والغرب: حلفاء أم أعداء أم ما بينهما؟

حتى قبل توقيع الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة (5+1) عام ٢٠١٥ وإسرائيل تحذر وتهدد بأن إيران تسعى لامتلاك سلاحا نوويا وأنها لن تسمح بذلك وكانت دائمة التهديد بضرب منشآت إيران النووية.

وطوال سنوات وهي وواشنطن يحذرون من خطر إيران والنووي المزعوم على إسرائيل والمنطقة وفي كل مرة تقول إن إيران ستمتلك القنبلة النووية خلال عام وأحيانا تقول خلال أشهر ... خلال ذلك كانت إيران تعزز نفوذها وسيطرتها في العالم العربي وخصوصا في الدول التي بها وجود شيعي وتُطور قدراتها الصاروخية البالستية والمُسيرات وتزود بها محور المقاومة أيضا تتعزز علاقاتها الاقتصادية مع دول المنطقة كما انجزت مصالحة سياسية مع الرياض برعاية صينية وواصلت طهران تخصيب اليورانيوم.

جاءت حرب عزة ثم حرب لبنان وانهمرت مئات الصواريخ البالستية والمسيرات على مواقع في قلب اسرائيل وفي العاصمة تل أبيب ،والملاحظ أن ضربات إيران كانت محسوبة بدقة ،كذلك رد إسرائيل بل وكانت بتنسيق مع واشنطن حتى لا تتجاوز قواعد اشتباك متفق عليها، وحتى الضربة الإسرائيلية الأخيرة فجر السبت 26 أكتوبر كانت ضعيفة جدا مما دفع قادة طهران للقول بانها لم تُلحق خسائر مادية وبشرية ذات قيمة ، كما كانت محل هزء وسخرية داخل إسرائيل وخصوصا عندما قال وزير الدفاع بأن المواجهة مع أيران انتهت مما دفع الوزير المتطرف بنغفير للقول بأنه ستتبع ضربة السبت ضربات أخرى ستكون أكثر تدميرا.

انطلاقا من تهويل إسرائيل من الخطر الإيراني ومن احتمال حصولها على القنبلة النووية وتأكيد نتنياهو دائما أن الخطر الوجودي على إسرائيل هو إيران، ولو كانت صادقة بوجود هذا الخطر وبعد تعرضها لصواريخ ومسيرات من كل أطراف محور المقاومة لكانت استغلت ذلك لتدمير المفاعل النووي الإيراني بل وتستعمل قنابل نووية محدودة القدرة لتنهي خطر إيران مرة واحدة وتنهي الحرب لصالحها، ولكنها لم تفعل حتى لم تضرب البنية التحتية الإيرانية من منشآت نفطية وموانئ ومطارات!

كل ذلك يطرح تساؤلات حول حقيقة العلاقة بين تل ابيب وواشنطن وطهران، وهل هي علاقة تحالف وتنسيق استراتيجي خفي وعداء ظاهري وتكتيكي لخدمة مصالح استراتيجية مشتركة؟ أم هي سياسة تجمع ما بين الأمرين وهي سياسة نراها اليوم في كثير من العلاقات الدولية حيث إن تداخل وتشابك المصالح تحد من وجود عداوات مطلقة ولا صداقات مطلقة ،فقد يتطور الخلاف والتصعيد الإعلامي وحتى العسكري الى حافة الهاوية ثم تنفرج الأمور ويتم التوصل لتسويات تخدم الدول الرئيسة في الصراع ولكن على حساب دول ضعيفة لعبت دور الوكيل لطرف من الأطراف في الحرب والصراع .

قد يقول قائل إن إسرائيل تنتظر نهاية الانتخابات الأمريكية ومجيء ترامب لتضرب ضربتها، أو اتها تنتظر حل مشكلة النووي الإيراني من خلال المفاوضات أو أن إيران استطاعت تحقيق توازن الردع والرعب مع إسرائيل حتى دون امتلاكها للسلاح النووي! الخ، ولكن ألا تتخوف إسرائيل من أن يؤدي هذا الانتظار الى تمكين إيران من تصنيع القنبلة النووية وهي التي كانت تحذر دوما وقبل سنوات بأنه أمام إيران أشهر فقط لاستكمال التخصيب وصناعة القنبلة! أم كانوا يكذبون بهذا الأمر لخدمة أهداف أخرى؟

إن لم تضرب إسرائيل المفاعل النووي والمنشآت الاستراتيجية الإيرانية فهذا يؤكد وجود تنسيق وتحالف خفي بين طهران وواشنطن وتل أبيب على استعمال فزاعة النووي الإيراني لإبعاد الأنظار عن جوهر الصراع وهو الاحتلال والتقليل من أهمية التأثير والخطر الذي يشكله الصمود والمقاومة الفلسطينية عليه، ولبيع السلاح للأنظمة العربية وخصوصا الخليجية وزيادة القواعد العسكرية والتطبيع مع اسرائيل مقابل إطلاق يد إيران في الدول العربية التي بها اقليات شيعية ولتقاسم العالم العربي بينهم، وبالفعل نجح المخطط وتم تدمير وتقسيم اربعة دول عربية بالحرب الأهلية والصراعات المذهبية ،وكان الخاسر الأكبر القضية الفلسطينية من خلال انجرار فصائل فلسطينية للمحور الإيراني ثم تخلي إيران عنهم في آخر المطاف، وابعاد الأنظار عن جوهر الصراع وأصله .

لعبتها إيران الفارسية بذكاء كما هو الأمر مع تركيا وإسرائيل، فهؤلاء جميعا وظفوا الدين لخدمة الدولة واستعادة أمجاد الماضي، الذي كان أو المزعوم، فيما الجماعات الإسلاموية العربية والأحزاب والنخب عموما مستعدة للتضحية بالدولة الوطنية والقومية لصالح مصالحهم الحزبية ومشاريع وايديولوجيات دينية خيالية ومن أجل السلطة، واليوم يتم تقاسم النفوذ في المنطقة بين المشاريع الثلاثة: المشروع الصهيوني والمشروع الإيراني الفارسي والمشروع التركي التوراني بالإضافة ألي تعزيز النفوذ الامبريالي الأمريكي، مع غياب كلي للمشروع القومي العربي الذي كان يُنضر له القوميون العرب منذ بداية القرن العشرين وتراهن عليه الشعوب العربية لقيام دولة عربية واحدة أو على الأقل تضامن عربي يحمي الهوية والثقافة العربية، والمشاريع الثلاثة المعادية تتوسع على حساب أراضي دول عربية بل وتحتل بعض أجزائها بتنسيق ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية التي تتواجد قواتها وقواعدها العسكرية في كثير من الدول العربية بل وتحتل عنوة بعض المناطق كُرها كما هو الأمر بالنسبة لتواجدها في العراق وسوريا.

وأخيرا فإن العمليات الفدائية الفلسطينية في قلب فلسطين المحتلة كما جرى يوم الأحد 27 أكتوبر من عمليات الدهس في تل أبيب والقدس، وبالرغم من بعض التخوفات من أن يستغل اليمين الصهيوني المتطرف هذه العمليات لصالحه، إلا أنها مع صمود وثبات الشعب على أرضه أكثر خطورة على أمن ووجود دولة الكيان من إيران والنووي الإيراني المزعوم، وبالتالي لن تشعر إسرائيل بالأمن والسلام إلا بوقف حربها في غزة وكل فلسطين والاعتراف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية كما تطالب غالبية دول العالم.

النصر الذي تسعى له حماس والواقع الذي يعيشه الشعب

في خضم تداخل الديني بالسياسي وحجم الكذب والتكتم فيما يتعلق بحرب الابادة والتطهير العرقي التي يتعرض لها شعبنا وما يصاحبها من حرب نفسية، وبإستثناء حقيقة الموت والدمار والمجاعة في قطاع غزة،أغتمت الحقيقة عند غالبية الشعب ولم يعد يعرف من يصدق :الواقع أم خطاب قادة حماس؟

قبل طوفانهم كانت حماس تتهم منظمة التحرير بالتفريط والخيانة وتتنطع للحلول محلها لقيادة الشعب في معركة التحرير تحت راية لا الله إلا الله وفلسطين من البحر إلى النهر،وتتوعد العدو إن تجرأ على التقدم مترا واحدا تجاه غزة المحررة كما يقولون.

مع ماكينة إعلامية اخوانية جبارة تلاعبت من خلالها بعقول جماهير كارهة للعدو وتسيطر على الكثيرين ثقافة دينية شعبية وساذجة، تمكنت حركة حماس من إقناع الناس أن المقاومة هي حماس وأن الإسلام هو حماس ومن يعارضها إما خائن أو كافر.

ولكن...

عندما تفشل حركة حماس في منع العدو من الاجتياح البري لقطاع غزة وإعادة احتلاله وتفشل في وقف المجازر اليومية التي أدت لوفاة وفقدان وجرح حوالي مائتين وخمسين ألف مواطن حسب تقارير لجهات أجنبية محايدة،وعندما تتحول نساء فلسطين الماجدات لمتسولات ويبكي الرجال قهرا لعدم قدرتهم على حماية اطفالهم من الموت والجوع والمرض،وعندما تنهش الكلاب جثث الشهداء وحفظة القرآن والمتوظئة أيديهم وتتعفن جثثهم في الطرقات، وعندما تعجر حماس عن توفير الغذاء والماء والدواء للمدنيين ويستولي عناصرها على المساعدات ويتاجرون بها أو يسكتون عن اللصوص،وعندما يتم تدمير غالبية الأنفاق وقواعد الصواريخ وقتل غالبية قادتها العسكريين وآخرهم رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، وعندما يدير العالم ظهره لحرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري كما يجري شمال القطاع، ويقول قادة الاحتلال إن جبهة غزة أصبحت ثانوية،وعندما تصبح جبهة إسناد غزة بحاجة لاسناد ويستمر غياب أي تحرك عربي لا رسمي ولا شعبي للمشاركة في المعركة وتفشل كل دعوات حماس للجماهير العربية والإسلامية للنفير والخروج إلى الشارع ... فهل نصدق هذه الوقائع أم نصدق مزاعم قادة حماس في الخارج الذين يتحدثون من أماكن اقامتهم المرفهة في الخارج عن الانتصارات

التكتيكية والاستراتيجيةويهونون من الخسائر التي تلحق بالبشر والبنية التحتية بغزة

وكل القضية الوطنية،

وكل هؤلاء (القادة) لم يخوضوا حربا أو معركة مع العدو ولم ينتخبهم الشعب ليتحدثوا باسمه ؟

فلماذا تستمر حركة حماس ومعها بعض مقاتلي الفصائل في الحرب وحتى إطلاق صواريخ عبثية؟

قد يقول قائل هل تريد من حماس أن تستسلم وترفع الراية البيضاء؟

نقول نعم لأي وقف للنار الآن وبأي شروط ،أن تخرج حماس من المشهد ويتم تجريد القطاع من السلاح مقابل وقف شامل لحرب الأبادة على غزة وانسحاب جيش الاحتلال إلى حدود ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، أفضل وفيه مصلحة للوطن من الاستمرار بحرب تحقق أهداف العدو في استكمال مخططه لتصفية القضية الوطنية.

خروج حماس من المشهد كجماعة مسلحة لا يعني نهاية مقاومة الاحتلال، فهذه الأخيرة كانت قبل وجود حماس وستستمر ما بعدها،ونهاية حماس كجماعة أو حركة إسلامية لن يؤثر على الإسلام المتجذر في قلوب الفلسطينيين منذ حوالي ١٥٠٠ سنة.

عندما تغيب أي إمكانية للانتصار على العدو نتيجة الفرق الهائل في موازين القوى أو لخلل في التقدير يصبح إنقاذ ما يمكن انقاذه مصلحة وطنية،فالشعب والوطن أهم من الأحزاب مهما رفعت من شعارات؟

وهذا لا يتعارض مع حقيقة اسرائيل الإرهابية العنصرية وضرورة التصدي لمشروعها العدواني،بل الإعداد الجيد للمعركة المصيرية معه عندما يتهيأ كل الشعب لذلك بالإضافة الى توفر الشروط الإقليمية والدولية،وسيكون أهم عنصر في معركة التحرير القادمة لا محالة هو وحدة الشعب وثباته على أرضه.

Ibrahemibrach1@gmail.com

اليهود ناكرون للجميل

اليهود دوما ناكرون لجميل الدول التي ينتمون لها ويعيشون فيها.

فطوال تاريخهم تعرضوا للاضطهاد والطرد من كثير من دول أوروبا، من بريطانيا وفرنسا والنمسا والدنمرك وايطاليا والبرتغال واسبانيا حتى قبل اضطهادهم في ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية،وظهر مصطلح معاداة السامية في أوروبا وهي معاداة وكراهية ليس لأن ديانتهم يهودية بل بسبب سوء سلوكهم وفسادهم وجشعهم.

كانت الجهة الوحيدة التي استقبلتهم واحترمتهم هي العالم العربي والإسلامي حيث عاشوا فيه بأمن وسلام وشكلوا جزءا رئيسا في الطبقة الراقية في الدول التي تواجدوا فيها.

كانت الهجرة الأكبر لهم بعد سقوط الأندلس عام ١٤٩٢ وإقامة المسيحيين محاكم التفتيش لمحاكمة كل من هو غير مسيحي وتم ارتكاب أبشع الجرائم بحق العرب المسلمين ومن أسلم من النصارى وضد اليهود،وهرب مئات الآلاف منهم لشمال أفريقيا في المغرب والجزائر وتونس وليبيا والى تركيا. استقر غالبية (الموريسكيون) واليهود في المملكة المغربية تحديدا حيث كانت الأكثر استقرار وقوة وفيها وجدوا الطمأنينة والاستقرار وتولى بعضهم مناصب مهمة في الدولة (المخزن)، وهذا يفسر لنا العدد الكبير لليهود في المغرب.

استمر اليهود يعيشون في الدول العربية بأمان وامتلكوا الأراضي وكانت لهم مشاريعهم التجارية الناجحة حتى قامت الحركة الصهيونية وبدأت تدعوا اليهود للهجرة إلى فلسطين بل وحرضت اليهود العرب على البلاد التي استضافتهم وقامت بعمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة وأحيانا ضد اليهود أنفسهم حتى تجد مبررا لتهجيرهم لفلسطين،وهذا ما كان حيث هاجر غالبية اليهود باختيارهم، وبضغط من المنظمة الصهيونية، من المغرب واليمن والعراق وسوريا الخ.

وفي إسرائيل انتمى غالبية اليهود ذوي الأصول العربية إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة وهم الأكثر كراهية وحقداً على العرب والمسلمين.

Ibrahemibrach1@gmail.com




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-