تمر علينا ذكرى استشهاد ناجي العلي وهو أحد أبرز الفنانين الفلسطينيين وأيقونة للنضال الثقافي والفني والسياسي من خلال رسوماته الكاريكاتيرية التي تركت أثراً عميقاً في الوجدان الفلسطيني و العربي.
وُلد ناجي سليم حسين العلي في عام 1937 في قرية الشجرة الواقعة بين الناصرة وطبريا في فلسطين الحبيبة
وفي عام 1948 عندما حلت النكبة ، أُجبر وعائلته على النزوح من قريته بسبب الإحتلال الإسرائيلي كما نزح الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ، واستقروا في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان حيث أثرت هذه التجربة بشكل عميق على وعيه السياسي وشخصيته.
أما بالنسبة للتعليم والحياة المهنية فقد بدأ ناجي حياته المهنية في بيروت، حيث التحق بمعهد الفنون لكنه لم يكمل دراسته، وعمل في البداية في أعمال يدوية مختلفة قبل أن تبرز موهبته الفنية.
بدأ ناجي العلي مشواره الفني من خلال رسم الكاريكاتير في الصحف العربية، حيث اكتشفه الصحفي الفلسطيني غسان كنفاني، ونشر أولى أعماله في مجلة "الحرية".
عمل أيضا في العديد من الصحف العربية الشهيرة مثل "السفير" اللبنانية و "القبس" الكويتية.
إبتكر شخصية «حنظلة» الطفل الفلسطيني ذو العشر سنوات الذي يُعتبر رمزا للهوية الفلسطينية، والمقاومة حيث ظهر حنظلة لأول مرة في رسوماته عام 1969 وأصبح رمزا يرمز إلى الفلسطينيين المهجرين والمحرومين.
من أهم خصائص رسوماته أنها تناولت قضايا اللاجئين الفلسطينيين، الإحتلال الإسرائيلي، فساد الأنظمة العربية، والتواطؤ الدولي ضد القضية الفلسطينية.
وامتازت أيضا بالجرأة والبساطة، حيث اعتمد على الرموز القوية، والصور المعبرة لتوصيل رسالته دون الحاجة إلى كلمات كثيرة.
استشهد ناجي العلي
في 22 يوليو 1987، حيث تعرض لعملية اغتيال برصاصة في رأسه أمام مكتب صحيفة "القبس الدولية" في لندن.
بقي في غيبوبة لعدة أسابيع قبل أن يفارق الحياة في 29 أغسطس 1987. يُعتقد أن اغتياله كان نتيجة لمواقفه السياسية ورسوماته الجريئة التي أغضبت العديد من الأطراف.
لم تُكشف ملابسات الجريمة بشكل كامل، لكن تشير أصابع الاتهام إلى جهات استخباراتية.
أما عن إرثه النضالي والفني فيُعتبر ناجي العلي رمزاً للنضال الفلسطيني ومثالاً على القوة الناعمة للفن في مواجهة الظلم.
ترك وراءه أكثر من 40,000 رسم كاريكاتيري، لا تزال تُلهم الفنانين والمثقفين في جميع أنحاء العالم العربي.
يمثل ناجي العلي صوت الضمير الفلسطيني الحر ، ورسوماته تعبر عن معاناة شعبه في ظل الإحتلال الصهيو،ني البغيض وهذه الرسومات تبقى شاهدة على قضيته العادلة وأحلامه بالعودة والتحرر وتقرير المصير.
عن منسق كوشان بلدي
بقلم/د. أحلام أبو السعود