صاروخ يسقط وانفجار ضخم يهز المكان ..
شظايا تتناثر وتقتل وتجرح صبي يلهو في الشارع وسيدة تجلس على أنقاض منزلها المدمر وشاب يقف خلف بسطة للبيع.. فوضى ورعب وخوف في صفوف السكان بمشروع بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.
لحظات قليلة وانزاح الغبار واتضح المشهد المأساوي ..شهداء وجرحى وأشلاء وصراخ وبكاء في كل مكان.
مواطنون متعبون ومنهكون يتركون الشهداء ويبحثون عن الجرحى ولا يجدون "شيالة" لنقلهم ويصرخون بحثا عن قطعة قماش أو بطانية ويقتحمون موقع الاستهداف ويخاطرون بحياتهم لإنقاذ الجرحى ويضعوهم في قطع من القماش أو البطانية ويتشاركون معا ويحملون الجرحى بمشقة وسط صراخ ونداءات استغاثة ويمشون بهم مسافات طويلة بحثا عن وسيلة لنقلهم إلى أقرب نقطة طبية ..
جاءت عربة يجرها حيوان وتوقفت والجميع يصرخ هذا جريح فيه النفس وهذا كذلك غارقون وسط الدماء والأشلاء .. امتلئت العربة بالجرحى ومضت في طريقها وعلى بعد امتار قليلة من موقع الاستهداف .. يصرخ الناس "وقف وقف" معنا جريح ارجوك ان تنقله للمستشفى مع الجرحى وصاحب العربة يقول لا يوجد متسع والناس تقول لا يوجد عربة أخرى وهذه فرصة لإنقاذ هذا الجريح نضعه فوق الجرحى وجريح يحتضن جريح.
وتمضي العربة مسرعة في الطرق المدمرة في مشروع بيت لاهيا وتحت أصوات القنابل والقصف المستمر والجرحى ينزفون ويتألمون بانتظار من يسعفهم وينفذ حياتهم.
وصلت العربة للمستشفى وبسرعة عالية دخل الجرحى قسم الاستقبال وهنا يموت الجرحى "فلان" ارتقى شهيد وفلان كذلك يتساءل الناس كيف حدث ذلك كان فيهم النفس وبالإمكان اسعافهم كيف حدث ذلك ..
.. لا علاج ولا دواء ولا اطباء ولا اسعافات ولا حياة لمن تنادي ..
صوت الشمال .. صوت الإنسان