أخر الاخبار

دلياني: 50,000 امرأة حامل في غزة يواجهن حرب الإبادة الجماعية في ظل انهيار قطاع الصحة




أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة هي نتيجة مباشرة لسياسات ممنهجة تتبعها دولة الاحتلال في حربها الابادية بهدف إلحاق أكبر قدر من المعاناة بشعبنا الفلسطيني. وأشار دلياني إلى الإحصاءات التي توثق استشهاد أكثر من 44,805 فلسطينيًا وإصابة 106,257 آخرين، 70% منهم من النساء والأطفال، مؤكدًا أن هذه الأرقام تعكس بشكل صارخ الإبادة الجماعية التي تُمارس ضد اهلنا في غزة.

وأوضح دلياني أن النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر من هذه الجرائم في ظل انهيار كامل للبنية التحتية الصحية وتفاقم الأوضاع المعيشية خاصة مع قدوم فصل الشتاء. وقال: "ما تواجهه النساء الفلسطينيات في غزة من حرمان ممنهج من أبسط الحقوق الإنسانية – الحق في الحياة، والصحة، والكرامة – يُعد جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية."

وأشار القيادي الفتحاوي إلى تقرير حديث صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، يُظهر أن هناك 50,000 امرأة حامل في غزة يعانين من نقص حاد في المواد الأساسية كالغذاء والمياه والرعاية الصحية. كما وبيّن أن أزمة الغذاء تفاقمت بشكل غير مسبوق، حيث يعاني 90% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، وارتفعت معدلات سوء التغذية إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل بدء حرب الابادي الاسرائيلية قبل ١٤ شهراً. وأوضح أن آلاف الفتيات والنساء الحوامل يواجهن ظروفًا شبيهة بالمجاعة، في وقت دُمّرت فيه 84% من المرافق الصحية، مما جعل الرعاية الطبية للأمهات والفتيات والمواليد شبه معدومة، خاصة في مستشفيات محاصرة مثل مستشفى كمال عدوان.

وأضاف: "إن تدهور الأوضاع الصحية للنساء في غزة وصل إلى مستويات كارثية، حيث إن 72% منهن يفتقرن إلى المنتجات الصحية الأساسية، ما أدى إلى تفشي أمراض لا تلقى علاجاً او دواءاً. كما ازدادت حالات وفيات الأمهات والإجهاض والولادات المبكرة نتيجة الانهيار الكامل للخدمات الصحية تحت القصف الإسرائيلي المتواصل."

واختتم دلياني بالدعوة إلى تحرك دولي عاجل، قائلًا: "إن الصمت الدولي المستمر لا يعني سوى التواطؤ مع دولة الاحتلال في ارتكاب هذه الجرائم. شعبنا الفلسطيني يمتلك قدرة استثنائية على الصمود، لكن هذا الصمود وحده لن يُعيد الحياة إلى من فقدوها، ولن يُوقف نزيف المأساة. الحل الوحيد يكمن في وقف حرب الابادة، وتحقيق العدالة، ومحاسبة الجناة، وإنهاء هذه الكارثة الإنسانية على الفور."

دلياني: حين يصبح الخبز في غزة امتيازاً لا حقاً، فاعلم ان القيّم الإنسانية العالمية قد انهارت

القدس، فلسطين
١٤ كانون اول / ديسمبر ٢٠٢٤

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن الحصار الوحشي الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزة هو سلاح إبادة جماعية يستهدف القضاء على مقومات الحياة الفلسطينية بأكملها. وأشار دلياني إلى أن هذا الحصار، الذي بدأ منذ أوائل التسعينيات، شهد تطوراً في طبيعته الإجرامية ليصبح تجسيداً معاصراً لحروب الحصار القروسطية، حيث تسعى دولة الاحتلال من خلال سياساتها الممنهجة إلى حرمان شعبنا في غزة من أبسط حقوقهم الإنسانية وضرورات حياتهم.  

وفي سياق حديثه، لفت دلياني إلى الجريمة الأخيرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال قبل يومين، باستهدافها الوحشي لحراس قافلة امدادات إنسانية، مما أدى إلى استشهاد 12 منهم. وأوضح أن هذه الجريمة البشعة ليست سوى مثال صارخ على السياسات المتعمدة للإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال، والتي لم تستثن حتى العاملين والمتطوعين في المجال الإنساني في غزة المحاصرة.  

وأضاف القيادي الفتحاوي أن تصاعد حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023 يكشف بوضوح عن استخدام دولة الاحتلال للحصار كأداة للقمع والإبادة، حيث تتعمد عرقلة وصول المساعدات الإنسانية في انتهاك صارخ للقوانين الدولية. وأكد دلياني أن 273 قافلة إنسانية من خلال منظمة الصحة العالمية تم منعها من دخول غزة، أي ما يعادل 58% من مجموع القوافل التي تمكنت المنظمة من استصدار أذونات دخولها بشق الأنفس من سلطات الاحتلال.  

وتابع دلياني مؤكداً أن الحصار الإسرائيلي لا يقتصر على حرمان شعبنا من المساعدات الطبية، بل يتعدى ذلك ليشمل أساسيات الحياة اليومية وفي مقدمتها الغذاء. وأوضح أن هناك أربعة مخابز فقط مدعومة من الأمم المتحدة تعمل حالياً في مدينة غزة، بينما تستمر دولة الاحتلال في رفض التصاريح اللازمة لإعادة تشغيل بقية المخابز، مما يعمق من معاناة أهلنا في القطاع ويحول حقهم الأساسي في الحصول على الخبز إلى مطلب مستحيل. وأردف قائلاً: "عندما يتحول الوصول إلى الخبز من حق إلى امتياز، فإن ذلك يمثل شهادة دامغة على الانهيار الأخلاقي للمجتمع الدولي الذي يختار الصمت أمام هذا الظلم."  

وفي ختام حديثه، شدد دلياني على أن الحصار الإسرائيلي الوحشي وسياسة الإبادة الجماعية المتواصلة يمثلان اختباراً أخلاقياً حاسماً للمجتمع الدولي. وقال: "إن صمود أهلنا في غزة ليس مجرد رمز للثبات، بل هو صرخة حق وعدالة توجه للعالم، وتدعوه إلى مواجهة جذور الأزمة بجدية لإنهاء هذا الفصل المظلم من تاريخ البشرية، الذي خطته دولة الاحتلال بأيدي داعميها في الغرب."  

ودعا دلياني إلى تحرك دولي فوري يتسم بالحزم والفعالية لإنهاء سياسة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ورفع الحصار المفروض على غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود. مؤكداً أن استمرار إفلات دولة الاحتلال من العقاب على جرائمها يشكل وصمة عار على جبين العدالة الدولية، وأن إنقاذ القيم الإنسانية والأخلاقية يتطلب اتخاذ موقف حازم لوقف هذا التدمير المنهجي لشعبنا.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-